دين الإسلام
اعلم، أخي المسلم، أن أصل الإيمان والإسلام الشهادتان، وهما أشهد ألَّا إله إلَّا الله وأشهد أنَّ محمَّدًا عبده ورسوله صلَّى الله عليه وسلَّم. فأمَّا اأشهد ألَّا إله إلا الله فمعناها أعلم وأعتقد وأعترف ألَّا معبود بحقٍّ إلَّا الله، أي أنَّه لا يستحقُّ أحدٌ أن يعبد إلَّا الله خالق كلِّ شيء. والعبادة أقصى غاية الخشوع والخضوع، ونهاية التذلُّل. فالمؤمن يعظِّم الله تعالى، ويسجد له، فيضع أشرف أعضائه أي الجبهة، على ممشى الناس. وأمَّا شهادة أنَّ محمدا صلى الله عليه وسلم رسول الله، فمعناها الاعتقاد الجازم الذي لا يخالطه ولا يشوبه شك، مع الاعتراف بأنَّ محمَّد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم العربيَّ القرشيَّ، عبدٌ كريمٌ عند الله، ومرسلٌ من عنده ليبلِّغ عن الله مصالح النَّاس الدينيَّةَ والدنيويَّةَ.
واعلم أنَّ من تعظيم الله تعالى وصفَه بصفات الكمال. ومن هذه الصفات ثلاث عشرة صفةً يجب على كلِّ مؤمنٍ معرفتها.
وهي:
- الوجود: أي أنَّ الله تعالى موجودٌ لا شكَّ في وجوده.
- الوحدانية: أي أنَّ الله واحدٌ لا شريك له.
- القدم: أي أنَّ الله تعالى لا بداية لوجوده
- البقاء: أي أنَّ الله تعالى لا يفنى ولا يبيد، أي لا نهاية لوجوده.
- القيام بالنفس: أي أنَّ الله تعالى لا يحتاج إلى شيءٍ من خلقه، فهو غنيٌّ عن العالمين.
- القدرة: أي أنَّ الله قادرٌ على كلِّ شيء لا يعجزه شيء.
- الإرادة: أي أنَّ الله شاء وأراد كلَّ ما دخل في الوجود، ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن.
- العلم: أي أنَّه يعلم كلَّ شيء، لا يخفى عن علمه تعالى شيء، يعلم ما كان وما يكون وما لا يكون وأن لو كان كيف يكون. وعلمه واحدٌ لا يتبعَّض ولا يتجزَّأ ولا يزيد ولا ينقص.
- السمع: أي أنَّ الله يسمع جميع المسوعات بسمعٍ لا بداية ولا نهاية له، ليس بأذنٍ ولا آلة أخرى.
- البصر: أي أنَّ الله يرى جميع المبصرات، حتى النمل في ظلمات الليل، بلا عينٍ ولا آلةٍ أخرى، بسمع أزلي أبدي.
- الحياة: أي أنَّ الله حيٌّ حياةً أزليّةً أبدية ليست بروحٍ ولحم ودم.
- الكلام: أي أنَّ الله تعالى متكلِّمٌ بكلامٍ ليس حرفًا ولا صوتًا ولا لغةً عربية ولا غيرها، لا بداية له ولا نهاية، فهو ليس ككلامنا.
- المخالفة للحوادث: أي أنَّ الله تعالى لا يشبه شيئًا من خلقه بوجهٍ من الوجوه. مهما تصورت ببالك فالله بخلاف ذلك.