عبد الرحمن الثعالبي

اسمه ولقبه:

أبو زيد، عبد الرحمن بن محمد بن مخلوف الثعالبي ويعود نسبه إلى ابن طالب.

مولده ونشأته:

ولد سنة 786 هـ بوادي يسر وكان أجداده الثعالبة حكامًا على وسط المغرب. وقد سقط حكمهم على يد السلطان أبي حمو الزياني.

حياته والعلم الذي أخذه:

حفظ الإمام الثعالبي القرءان الكريم ورحل لطلب العلم في تلمسان، وأخذ عن ابن مرزوق الحفيد. ثم توجه إلى بجاية فأخذ العلم عن علمائها، وممن أخذ عنهم أحمد بن إدريس وأخذ عن عبد الرحمن الوَغليسي ومكث ببجاية بعد وفاة أبيه سبعةَ أعوام.

أخذ العلم في مواد كثيرة كالفقه واللغة والأصول والتفسير والقراءات وما إلى ذلك.

رحل إلى القاهرة ثم إلى بلاد الترك ثم إلى الحجاز ثم جلس مدة في المدينة المنورة يدرّس في المسجد النبوي الشريف، ثم رجع إلى تونس وكانت له حلقة في الزيتونة وكان من ترجم له يقول بأنه في تونس ما كان هناك من يفوقه في علم الحديث فقد كان عالي السند عارفًا بهذا العلم روايته ودرايته. وكان حريصا على الطلب فيه حتى أنه قال ما سمعت حلقة للحديث إلا وشددت إليها الرحل لآخذ ما فيها من سر. وعاد بعد ذلك إلى الجزائر واستقر بها. وقد روي أنه وهو بها مر على طفل يقرأ القرءان فسمع قول الله تعالى “بلدة طيبة ورب غفور”. فتفاءل بذلك وأقام بالجزائر العاصمة ولا يزال ضريحه ومسجده وخطابته وفتواه والمخطوطات التي تركها ما تزال شاهدة على دوره العلمي الكبير في الجزائر والعالم الإسلامي برمته.

تولى الإمام الثعالبي القضاء ولكنه تولاه مكرها ثم ما لبث أن عزل نفسه وتفرغ للعبادة والتأليف والعلم وقصده الطلبة من كل مكان وكان قد أخذ عنه العلم كثر منهم علي بن العماد التستري المغربي وأبو العباس الزواوي السنوسي وزروق الفاسي وكان له مكانة كبيرة يشهد بها السخاوي والسراج الوزير السراج الأندلسي حيث قال إنه العالم العامل الثقة والتنبكتي أحمد بابا الذي قال عنه إن الناس قد اتفقوا على صلاحه وقدرته وعلمه وقال عنه عبد الرحمن الجِلالي بأنه فخر الجزائر واصلح صلحائها.

كان الثعالبي يردد: إن الجزائر في أحوالها عجب       ولا يدوم بها للناس مكروه

 ما حل عسر بها أو ضاق متسع   إلا ويسر من الرجمن يتلوه

وفاته: توفي في ضحى يوم الجمعة في 23 رمضان 875ه، ودفن في مقبرة سيدي عبد الرحمن الثعالبي المجاورة لزاويته في قصبة الجزائر حيث ضريحه قرب مسجده المبارك إلى اليوم.