أَصْلُ البَشَرِ

أَمَرَ اللَّهُ المَلَكَ أَنْ يَأْخُذَ قَبْضَةً مِنْ جَمِيْعِ تُرَابِ الأَرْضِ، مِنْ أَبْيَضِهَا وَأَسْوَدِهَا، وَمِمَّا هُوَ بَيْنَ الأَبْيَضِ وَالأَسْوَدِ وَمِنْ سَهْلِها وَقاسِيها، وَمِنْ طَيِّبِها وَرَدِيئِها، وَمِمَّا هُوَ بَيْنَ ذلِكَ.
وَمِنْ هذا التُّرابِ خَلَقَ اللهُ سَيِّدَنا آدَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ، فَجاءَتْ أَحْوَالُ ذُرِّيَّتِهِ مُخْتَلِفَةً بِسَبَبِ اِخْتِلافِ التُّرابِ الّذِي خُلِقَ مِنْهُ.
فَتَجِدُ فِيهمُ الأَبْيَضَ وَالأَسْوَدَ وَمَن هُوَ بَيْنَ البَيَاضِ وَالسَّوادِ وَتَجِدُ فِيهم المُؤْمِنَ وَالكَافِرَ.

خَلْقُ آدم

أَخَذَ جِبْريلُ عَلَيْهِ السَّلامُ التُّرابَ وَصَعِدَ بِهِ إلى الجَّنَّةِ وَعَجَنَهُ بِماءٍ مِن الجَّنَّةِ، فَصَارَ طِينًا وَجَعَلَهُ اللهُ على صُوْرَةِ سَيِّدِنا آدَم

 

بَعْدَ فَتْرَةٍ صَارَ الطِّينُ صَلْصَالًا أَيْ طِينًا يَابِسًا، ثُمَّ نُفِخَتْ فِيهِ الرُّوحُ فَتَكَلَّمَ وَكَانَ أوَّلَ مَا قَالَهُ : الحَمْدُ للهِ

 

     وَخَلَقَ اللَّهُ تَعَالَى فِي آدمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ المَعْرِفَةَ وَالإيْمَانَ وَعَلَّمَهُ بِأَنَّ لَهُ رَبًّا خاَلِقًا خَلَقَهُ وَخَلَقَ جَمِيْعَ الأَشْيَاءِ، وأَنَّ هذا الرَّبَّ هُوَ الَّذِي يَسْتَحِقُّ أَنْ يُعْبَدَ وَلَا يَسْتَحِقُّ أَحَدٌ غَيْرُهُ العِبَادَةَ